شهد قطاع العقارات في تركيا في الآونة الأخيرة إقبالاً عربياً استثمارياً منقطع النظير، مستفيداً من سياسات الانفتاح العقاري التي أنتهجتها الحكومة التركية منذ صعود حزب العدالة والتنمية الحاكم لسدة الحكم في تركيا عام 2002.
حيث كانت الحكومات التركية المتعاقبة قبل هذا التاريخ 2002 تفرض قيود على الاستثمار في تركيا وخاصة الاستثمار الأجنبي في قطاع العقارات في تركيا ، إلا أنه ومنذ عام 2005 بدأت الحكومة التركية تسمح للأجانب وعلى رأسهم العرب بالتملك في تركيا مع بقاء شرط المعاملة بالمثل سارياً، حيث كانت تسمح لرعايا الدول الأجانب بـ الاستثمار العقاري في تركيا مادامت دولهم تسمح للأتراك بالاستثمار العقاري لديها.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تركيا قامت الحكومة التركية بتعديلات وتغيرات كبيرة على قانون الملكية الخاصة بالأجانب، فقامت بإلغاء قانون المعاملة بالمثل الذي كان يقيد عملية تملك الأجانب للعقارات في تركيا، بهدف تشجيع المستثمرين الأجانب في جميع أنحاء العالم للاستثمار في قطاع العقارات في تركيا .
وعلى أثرها شهد قطاع العقارات في تركيا تطور ملحوظاً مع سماح الحكومة التركية لحاملي جنسية( 183 )دولة بالاستثمار في قطاع العقارات في تركيا، وهنا سارع المستثمرين العرب لاستغلال هذه الفرصة ،فألقوا بثقلهم في قطاع العقارات في تركيا، فشهد قطاع العقارات في تركيا شراء الآلاف المؤلفة من المستثمرين العرب للعقارات في تركيا على مختلف أنواعها سواء أكانت شقق للبيع في تركيا أو أراضي أو ما شبهها.
بشكل عام تسمح الدولة التركية لجميع الجنسيات حول العالم باقتناء وشراء عقارات في تركيا بدون قيود، ورغم ذلك يوجد عدد من الاستثناءات التي تفرض على بعض الدول دون غيرها لأسباب سياسية، وهي كالاتي:
شهد قطاع العقارات في تركيا منذ العام 2012 إقبالاً عربياً كبيراً ففي عام 2013 تم إحصاء بيع ما يقارب 2700 عقار لمستثمرين عرب وهو ما يعادل 10% من مجمل عمليات البيع في قطاع العقارات في تركيا ، وكما قدر قيمة الاستثمارات الخليجية في قطاع العقارات التركي للعام 2014 بـــ 4.3 مليار دولار في العقارات التركية.
وأظهرت الإحصاءات الرسمية التركية لشهر مارس آذار من العام 2021 تصدر العراقيين المرتبة الأولى عربياً من حيث شراء العقارات بـ663 عقاراً، وحل اليمنيون في المرتبة الثانية عربيا بـــ 120 عقاراً، ثم حل المصريون في المرتبة الثالثة بـ 99 عقاراً ثم الفلسطينيون بــ 96 عقاراً فالأردنيون بــ 91 عقاراً.
إلى جانب الموقع الإستراتيجي والتقارب المكاني والثقافي والديني بين العرب والأتراك في تشجيع المستثمرين العرب للاستثمار العقاري في تركيا، لعبت مجموعة من الامتيازات التي أقرتها الحكومة التركية دوراً في تحفيز المستثمرين العرب للاستثمار في قطاع العقارات في تركيا، هي كالاتي:
كان قبل إقرار إلغاء قانون المعاملة بالمثل يجب أن تكون الدول التي يرغب رعاياها في الاستثمار بالقطاع العقارات في تركيا تسمح للأتراك بالاستثمار في قطاع العقارات لديها إلا أن هذا القانون أصبح من الماضي عام 2012 بعد إقرار قانون يسمح لرعاية الدول الأخرى بالاستثمار في قطاع العقارات في تركيا، فلم تمر ثلاث سنوات على إلغاء قانون المعاملة بالمثل حتى تصدر مستثمري كلاً من العراق والسعودية قائمة المستثمرين الأجانب الأكثر اقتناء للعقارات في تركيا.
من أكبر المحفزات التي شجعت العرب على الاستثمار العقاري في تركيا هو إمكانية الحصول على الجنسية التركية من خلال استثمارهم في قطاع العقارات في تركيا ، حيث بإمكان المستثمرين العرب الحصول على الجنسية التركية في حالة تملككم لعقار تبلغ قيمته المادية ما يعادل 400 ألف دولار أمريكي فما فوق، ولكن بشرط الاحتفاظ بالعقار لمدة لا تقل عن 3 سنوات.
شجع إقرار قانون الإقامة العقارية أو الاستثمارية وامتيازاتها محدودي رأس المال العرب على التملك في قطاع العقارات في تركيا من خلال شراء شقة بقيمة لا تقل عن 70 ألف دولار.
فبموجب مشروع القرار الذي أقره البرلمان التركي عام 2017 تم أعفاء المستثمرين الأجانب من ضريبة القيمة المضافة، مما دفع المستثمرين العرب على شراء العقارات في تركيا بكثرة، حيث أنّ إلغاء ضريبة القيمة المضافة أسهمت في رفع نسبة مبيعات العقار في تركيا بشكل كبير جداً خاصة بين المستثمرين العرب.
أسهم تثيبت أسعار العقارات في تركيا بالليرة في حماية المستثمرين الأتراك أولاً من آثار هبوط الليرة، ومن جانب آخر ترغيب المستثمرين العرب على شراء العقارات في تركيا بسعرها الأصلي بالليرة التركية ،وهو ما انعكس بالإيجاب على المستثمرين العرب الذين كانوا يتخوفون من تقلب الليرة مقابل الدولار.
شجع التواجد الكبير لأبناء الجاليات العربية في تركيا المستثمرين العرب المترددين للاستثمار في قطاع عقارات في تركيا، حيث شكل انتشرت المرافق العربية كالمدارس والشركات الاستثمارية العربية والمطاعم إلى ترغيب المستثمرين العرب للاستثمار في قطاع العقارات في تركيا.
شكّل- كون تركيا من بين أكبر عشرين اقتصاداً في العالم، وموقعها الجغرافي المميز، واقتصادها المتنوع وسهولة الاستثمار فيها- عامل تحفيز وتشجيع للمستثمرين العرب الباحثين عن الاستقرار الاقتصادي والثراء لشد الرحال إلى تركيا والاستثمار فيها في قطاعاتها المختلفة وعلى رأسها القطاع العقاري الصاعد.
تصدر العراقيون قائمة أكثر الجنسيات العربية شراءً للعقارات في تركيا للعام 2021، وحلوا في المرتبة الثانية بعد الإيرانيون في قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية استثمارا في قطاع العقارات في تركيا، وحسب هيئة الإحصاء التركية اشترى العراقيون في العام 2021 ما قدره 8661 عقار في تركيا.
تصدرت الكويتيون المرتبة الأولى خليجياً والثانية عربياً والسابعة في قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية استثمارا في قطاع العقارات في تركيا للعام 2021 بـــ 1791 عقار.
حل اليمنيون في المرتبة الثالثة عربياً والعاشرة في قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية استثمارا في قطاع العقارات في تركيا للعام 2021 بـ 1332 عقار.
حل الفلسطينيون في المرتبة الرابعة عربياً والحادية عشرة في قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية استثمارا في قطاع العقارات في تركيا للعام 2021 بـــ 1296 عقار.
حل الأردنيون في المرتبة الخامسة عربياً والثانية عشرة في قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية استثمارا في قطاع العقارات في تركيا للعام 2021 بـ 1257 عقار.
حل المصريون في المرتبة السادسة عربياً والرابعة عشر في قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية استثمارا في قطاع العقارات في تركيا للعام 2021 بـ 1166 عقار.
حل اللبنانيون في المرتبة السابعة عربياً والسادسة عشر في قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية استثمارا في قطاع العقارات في تركيا للعام 2021 بـ 1022 عقار.
حل السودانيون في المرتبة الثامنة عربياً والعشرين في قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية استثمارا في قطاع العقارات في تركيا للعام 2021 بــ 699 عقار.
يفضل العرب شراء عقارات في تركيا بهذه المناطق دون غيرها، هي اسطنبول، إنطاليا، بورصة، طرابزون.
تعتبر اسطنبول عصب الاقتصاد التركي النابض وأكثر المدن التركية جذباً للمستثمرين الأجانب على اختلاف جنسياتهم، لذلك ليس غريباً أن تحافظ مدينة اسطنبول على مكانتها العقارية كأفضل المدن التركية من حيث إقبال المستثمرين الأجانب على شراء عقارات في اسطنبول وتعتبر مدينة اسطنبول الأعلى في العرض والطلب على شقق للبيع في اسطنبول ، وإلى جانب ذلك تعتبر مدينة اسطنبول من المدن التركية المفضلة لدى المستثمرين والجاليات العربية، حيث يلعب طابعها الإسلامي وسوقها الاستثماري دوراً مهماً بجعلها قبلة للمستثمرين العرب.
تعد مدينة أنطاليا من أكثر المدن التركية بعد اسطنبول في عدد العقارات المباعة للمستثمرين الأجانب في شهر أيار/ مايو من العام الجاري، حيث بلغ عدد الشقق المباعة للأجانب في شهر أيار/ مايو 1885 شقة، وتصدر الروس والاوكرانيين قائمة الجنسيات الأكثر شراء للعقارات في تركيا ،يليهم العرب الذي توجهوا لها بقوة خلال السنوات الأخيرة.
شهدت مدينة طرابزون التي تطل على البحر الأسود ارتفاع نسبة المستثمرين الذين يرغبون في شراء عقارات في طرابزون ، وعلى رأس هؤلاء المستثمرين الخليجيين، حيث تصدر السعوديون المركز الاول خليجياً في الاستثمار العقاري في طرابزون، ثم يليهم الكويتيون، والإماراتيون، والقطريون، فالأردنيين.
تعد مدينة بورصة ذات الموقع المميز على بحر مرمرة من المدن التركية الصاعدة صناعياً وسياحياً وعقارياً وزراعياً، هذا جعلها قبلة لعدد كبير من المستثمرين العرب والأجانب، وعلى رأسهم الخلجيين لشراء عقارات في بورصة، ولكثرة الاستثمارات الخليجية فيها في مختلف القطاعات لقبت بورصة ب (محجّ )الخليجيين عقارياً، حيث عرفت نسبة إقبالهم على شراء عقارات في بورصة ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وتتميز بورصة بوجود جاليات عربية من مختلف الدول العربية، فهي بذلك أصبحت خياراً لعدد من المستثمرين الذين يبحثون عن الاستثمار بعيد عن صخب المدن الكبرى وازدحامها .
مقالات ذات صلة
المشاريع المميزة
تصنيف المعلومات
ابحث عن معلومة