الاستثمار العقاري في مدينة أنطاليا

تعتبر مدينة أنطاليا بعدد سكانها المجاور لـ 2.5 مليون نسمة خامس أكبر مدينة في تركيا من حيث التعداد. وتمتلك المدينة طاقة اقتصادية كبيرة معتمد على السياحة والزراعة والتطوير العقاري والنشاطات الاقتصادية الأخرى، وتتميز المدينة بمناخها الجميل ورخص المعيشة مقارنة بالمدن الكبرى الأخرى في تركيا مما جعلها مركزاً مهما لجذب الوافدين إليها من جميع أنحاء البلاد بل وحتى من الأجانب والراغبين في شراء عقار في تركيا. هذا الاستمرار في الوفود يؤدي إلى أرتفاع الطلب على شراء عقار في أنطاليا وهذا الطلب المستمر على العقارات دفع شركات التطوير العقاري الكبرى التي تنشط في مدن إسطنبول وأنقرة التوجه إلى مدينة انطاليا لإقامة مشاريع عقارية تلبي الطلب المتزايد. كما بدأت السلطات بفتح مناطق جديدة للإعمار من أجل تلبية الاحتياجات.

من جهة أخرى تشهد المنطقة عمليات تحول حضري عملاقة هي الأكبر من نوعها على مستوى تركيا، حيث تقوم شركات التطوير العقاري العملاقة إعادة إنشاء مجمعات سكنية أو مدن ذكية على أنقاض الأحياء والأزقة العشوائية القديمة. ومن أهم مشاريع التحول الحضري في المدينة تلك المستمر في منطقة كبيز بطاقة 19 ألف وحدة سكنية ومناطق تسوق ومؤسسات تعليمية وصحية وحدائق عامة.

إن عمليات التحول الحضري تقوم بها شركات تطوير عقاري حائزة على جوائز عالمية في هذا المجال فزاد من اهتمام المستثمرين الأجانب الراغبين في شراء عقار في تركيا لهذه المدينة التي تشهد تحولاً حضرياً عملاقاً سيغير شكل المدينة بعد الانتهاء.

إضافة إلى عمليات التحول الحضري العملاقة التي تشهدها المدينة على يد شركات تطوير عقاري رائدة. تشهد المدينة عمليات إعادة تخطيط حضري أو إعادة تنظيم المرافق الخدمية  العامة في المدينة على يد السلطات المحلية للمدينة. ومن أهم مشاريع إعادة التخطيط الحضري تنظيم ساحل وشواطئ كونيالتي الذي أنتهى عام 2018 وكذلك مشروع بوغاجايي العملاق الذي يعد أكبر المشاريع في البلاد بعد قناة إسطنبول. وإعادة تنظيم وتخطيط الحدائق والسواحل والأماكن الطبيعية والتاريخية والمرافق العامة المختلفة. كما تولي السلطات المحلية أهمية كبيرة لإعادة تخطيط المواصلات في المدينة، حيث يتم فتح خطوط مواصلات جديدة إلى مناطق مختلفة ومد خطوط الترامواي وربط الخطوط ببعضها لتسهيل المواصلات بين مناطق المدينة. بشكل تلبي الاحتياجات المتزايدة مع النمو المستمر للمدينة.

إن انتشار الجامعات والمؤسسات التعليمية في المدينة جعلت المدينة مركزاً لجذب الطلاب الراغبين بقضاء حياة دراسية أشبه بعطلة سياحية. إضافة إلى وجود جامعة أقدنيز الحكومية الرصينة على مستوى البلاد بين الجامعات التركية، يوجد في المدينة العديد من الجامعات المهمة كجامعة علاء الدين كي كوباد وجامعة أنطاليا الدولية للعلوم وجامعة حمد الله أمين باشا وجامعة أكييف مما جعلت المدينة مركزاً لجذب الطلاب أيضاً وهذا الأمر زاد من الطلب على استئجار العقارات والمساكن الطلاب في المدينة وفي النتيجة يؤثر هذا الطلب على الطلب المتزايد على العقارات.

مع أرتفاع مؤشر السياحة في مدينة أنطاليا خلال السنوات الأخيرة شهد القطاع العقاري هو الأخر أهتمام كبير من قبل المستثمرين الأجانب الراغبين بأمتلاك العقار في المدينة لقضاء عطلهم أو بقية حياتهم بعد سن التقاعد في هذه المدينة السياحية الممتعة. ويلاحظ في السنوات الأخيرة تزايد اهتمام المستثمرين الروس والألمان والبريطانين، كما بدأت خلال السنوات القليلة الماضية اهتمام المستثمرين من أصول الشرق الأوسط وأسيا الوسطى والشرق الأقصى للاستثمار في هذه المدينة. ويلاحظ تركيز المستثمرين الأجانب في منطقة كونيالتي وكبيز والانيا.  

إن مدينة أنطاليا الساحلية الجميلة ذات المناخ الدافئ والطبيعة الخلابة والمواسم الأربعة تشتهر بجمال بحرها وشواطئها وأماكن الترفيه المتنوعة، وتقدم خيارات عيش أكثر متعة وترفيه وأقل تكلفة مقارنة بالمدن التركية الكبرى الأخرى، ما حولها لمركز جذب ليس فقط للمواطنين الأتراك وإنّما للسياح الأجانب الراغبين بقضاء بقية حياتهم في هذه المدينة الساحرة. كما تقدم المدينة خيارات عقارية مناسبة لجميع الميزانيات أو خيارات تملك عقارات استثمارية مربحة للمستثمرين. ويعتبر القطاع العقاري إحد أهم قطاعات الاستثمار أمناً وتحقيقاً للأرباح في مدينة أنطاليا، لذا يلاحظ اهتمام الكبير للمستثمرين الأجانب بالاستثمار في هذا المجال الأمن والمربح. هذا الطلب المتزايد لإمتلاك العقارات في مدينة أنطاليا من قبل المستثمرين الأجانب جعل المدينة في المرتبة الثانية في بيع العقارات للمستثمرين الأجانب بعد مدينة إسطنبول.